بكاء ادم عليه السلام
عندما أكل ادم عليه السلام من الشجرة التى حرمها الله عليه وعلي زوجته ، عندما كانا فى جنة الخلد سقطت عنه هو وزوجته جميع زينة الجنة ، ولم يبق عليه من زينتها إلا التاج والأكليل ، ولم يكن يستتر بشيء من ورق الجنة إلا سقط عنه ، فالتفت إلي حواء باكيا ، وقال : استعدي للخروج من جوار الله ، فقالت يا ادم ، ما ظننت أن احدا يحلف بالله كاذبا ، وذلك أن إبليس قاسمهما على الشجرة ، وولي ادم فى الجنة هاربا استحياء من رب العالمين ، فتعلقت به الشجرة ببعض أغصانها ، فظن ادم أنه قد عوجل بالعقوبة ،
فنكس رأسه وراح يقول : العفو ، العفو ،،،
فقال الله عز وجل يا ادم !
أفرار منى؟؟؟
قال :- بل حياء منك سيدى .
فأوحى الله إلي الملكين : ان اخرجا ادم وحواء من جواري ، فإنهما قد عصياني . فنزع جبريل عليه السلام التاج عن رأسه ، وحل ميكائيل عليه السلام الإكليل عن جبينه ، فلما هبط من ملكوت القدس إلي دار الجوع والمسبغة بكى علي خطيئته مائة سنة ، قد رمى برأسه علي ركبتيه حتى نبتت الأرض عشبا وأشجارا من دموعه حتى نقع الدمع في نقر الجلاميد (( جمع جلمود وتعنى الصخر )).
وروي أن ادم قد اشتد بكاؤه وحزنه لما كان من عظم المصيبة ، حتي إن كانت الملائكة لتحزن وتبكى لبكائه ، فبكى علي الجنة مائتي سنة ، فبعث الله إليه بخيمه من خيام الجنة ، فوضعها له في موضع الكعبة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :- نزل ادم بالحجر يمسح به دموعه حين هبط من الجنة ، ولم ترفأ عين ادم حين خرج من الجنة حتي رجع إليها .