G3FaR.ViP
عدد الرسائل : 110 تاريخ التسجيل : 07/07/2008
| موضوع: المراه_الطفل _والاحباط لديها الإثنين يوليو 07, 2008 7:27 pm | |
| المرأة وأطفالها.. إذا كان في الأمومة ما يعوض للمرأة شيئا من إحباطاتها، يمكن أن تتحول هذه الإحباطات إلى نقمة على أطفالها الذين سيمتصونها مع الحليب الذي يرضعونه. فهي بلا وعيها تنتقم من أبيهم ومن حياتها معه، حتى عندما تضحي بنفسها ورغباتها لإشباع متطلباتهم. مما يحمّلهم عقدة الذنب طوال حياتهم تجاهها. فالطفل يفضل ألف مرة أن يكون له أماً تحقق نفسها وتشعر بالابتهاج معه ولو ليست بجواره طوال الوقت على أم مقهورة حبيسة وضعها تضحي بنفسها من أجله. ثم من النساء من لا يشعرن بغريزة الأمومة أو من لم يتلقين الحب والاهتمام الكافي ليعرفن كيف يكن أمهات ويهبن الحب لأولادهن عندما ينجبن. على السؤال: هل غريزة الأمومة موجودة فعلا عند كل امرأة؟ من المختصين من يجب بالنفي. ومنهم من يقول بأنها إن وجدت فهي لا تتفجر لحظة وضع الطفل. وهناك من يذهب لأبعد من ذلك بالقول أنها أسطورة تستخدمها السيطرة الذكورية لتعزيز موقعها. لتكون الأم هي المسؤولة أولا وأخيرا عن نوعية تعاملها مع طفلها. بكل الأحوال، مفهوم غريزة الأمومة يطالب الأم بأكثر من طاقتها ويشعرها بالذنب عندما لا تستنتج وجودها عندها كما تتصور. ثم أن غريزة الأمومة هذه أو الرغبة بالاعتناء بالمخلوقات الصغيرة، ليست بالضرورة بعلاقة بالهوية الجنسية. ومن حيث أنها ليست غريزة حيوانية، هي شئ قد نتعلمه. الإنجاب لا يصنع العلاقة بين الأم وطفلها وإنما معايشته يوميا والعناية به. كما أن التكيف معه والاستجابة لحاجاته ليست مسألة سهلة حيث تحتاج لمهارات ورغبات وعواطف. فالأمهات لم تكن تعتني بالأطفال كفاية في العصور السابقة ولم يصبح ذلك ممكنا إلا في الأزمنة الحديثة، بعد أن انتهت المجتمعات من الصراع المرير من أجل الوجود. ستشعر الأم بالتأكيد بالذنب لو اعترتها مشاعر سلبية تجاه وليدها نتيجة عوامل طارئة لا تتحكم بها. أو لو لم تشعر بالاندفاع نحوه والقدرة على الاهتمام به والعطف عليه. لكن لهذا الطفل صورة ما في مخيلتها نسجتها له قبل قدومه للحياة. هي مجبولة بعناصر روافدها عديدة وفيها ما ليس للأم علاقة مباشرة به. هذه الصورة قد لا تكون متطابقة مع الطفل الحقيقي الذي تكتشفه بين يديها بعد وضعه. منها أن يكون مثلا كما يحدث كثيرا، ابنة وليس ابنا كما رغبت. بكل الأحوال، تريد المرأة أن تكون أما ليس بسبب غريزة الأمومة وإنما لشيء آخر. قد يكون تقوية علاقتها بزوجها أو الاحتفاظ به أو لتعويض النقص العاطفي الذي لم تحصل عليه من أمها وأبيها. كذلك لأنها تعودت على هذه الفكرة منذ صغرها ولا ترى نفسها بغير ذلك. قد يكون مرده أيضا لرغبتها اللا واعية منذ كانت طفلة بأن تحل محل أمها بالنسبة لأبيها وتمنحه طفلا. احتمالات كثيرة ممكنة. وفي مطلق الأحوال الطفل هو امتداد نرجسي لها وشيء من حب الذات. مما يجعلنا ندرك أهمية مرحلة الالتصاق بالمولود والأشهر الأولى من حياته التي يمكنها أن تطبع كل ما تبقى منها.
هن وأخواتها.. باكرا خلال طفولتها تثور الفتاة على كونها امرأة وتشعر بأن عليها أن تتشبه بأبيها بدلا من أمها. ثم شيئا فشيئا تعود لتقبل جسدها وكونها أنثى. فتهتم بإظهار جمالها وأنوثتها وتحاول أن تستقطب انتباه الرجال لها وأن تفرض نفسها عليهم. لكن بنفس الوقت تخاف منهم ومن اقترابهم منها. فالمرأة لا تعاني فقط من جرح ثقافي بسبب وضعها الدوني، وإنما أيضا من جرح شخصي. مرد ذلك لعلاقتها بأبيها ونظرته غير المكترثة لها التي لم تعزز نرجسيتها وصورتها عن نفسها. لقد اقتبست منه حبها للسلطة والسيطرة ورفضها للرجل المسيطر. لتخفي ضعفها تحاول أن تفرض نفسها على الرجال بالاهتمام بشكلها عندما لا يكون التعويض كافيا بعملها أو علمها وذكائها. مما يفسر لجوء الكثيرات منهن للمظهر أكثر من الاهتمام بالجوهر وتدعيم الثقافة والميزات التي تتعلق بالروح والقلب. يشجّعهن في ذلك شركات التجميل والماكياج والإعلان والموضة وعبادة الجمال. أي تكريس صورة نمطية للأنثى تجعلها تصبو لها بالاهتمام بشكلها والمبالغة به أحيانا. إنها تحب الجمال كأي كائن. لكن المغالاة تنم عن شئ آخر، غالبا ما يكون الفراغ الداخلي الذي يجعلها تبحث عن ملئه بلفت الأنظار لها وتركيز الاهتمام بها بإفراط. بذلك ما يغذي نرجسيتها ويشعرها بالتطابق مع الصورة التي يرسمها لها المجتمع الرجالي. مع نشوء الدولة والتقسيم الطبقي بدأ الجمال والتبرج يأخذ حيزا هاما ليميز المرأة الغنية عن الفقيرة. وإن كان جمال المرأة قد احتل مكانة هامة منذ أكثر من خمسة قرون، فهو لم يعرف ما عرفه في هذا المضمار القرن العشرين. ذلك عبر الصحافة والدعاية والسينما وكليشهات النجوم وعارضات الأزياء وبوصوله لكل فئات المجتمع. وراء ذلك كانت بالتأكيد الحاجة لزيادة الإنتاج وتصريف البضائع العائدة لتجارة الجمال، بما فيها ما يتعلق بالغذاء الصحي والرياضة. لكن الجمال-السلعة لخدمة صناعة وتجارة تدر الربح لم يعد يقتصر على المرأة، بل بدأ يهم الرجل أيضا.
| |
|