مر الاسبوع باسرع مما تخيل يوسف و لا جديد و لا اتصال من ماجد او من الشلة ..ولم يشأ يوسف الاتصال بهم حتى لا يحملهم ما لاطاقة لهم به لانه كان على ثقة من ان الشباب الثلاثة البسطاء ليس بمقدورهم مهما فعلوا الوقوف امام ارادة امريكا ...التي تستطيع ان تنسف جميع قارات العالم اذا ارادت !!!!!
في مساء آخر ليلة يرن جرس الهاتف في منزل يوسف فيجيب بلا حماس: السلام عليكم ..هلو
صوت خديجة : و عليكم السلام يا يوسف..كيف حالك؟؟
يجيب بسعادة يكسوها الشجن : خديجة ؟؟
خديجة : نعم ..لماذا لم تأتي الى المجمع منذ اسبوع ..
يوسف بنوع من الاسى : لقد انتهى كل شئ ..لقد علموا بالامر و سأسافر غدا اليهم ..
ارتسمت ملامح الرعب على وجة خديجة التي تعلم جيدا ما سيفعل به لكنها حاولت التماسك قائلة : اعتن بنفسك لن يخزيك الله ..
يوسف بحسرة يسيرة : انا لا اعلم هل سنلتقي ثانية ام لا ؟؟لكن اريدك ان تعرفي انك كنت عاملا قويا في هدايتي و اني اتمنى من الله ان نصبح اكثر مما نحن علية الآن في الآخرة ..
تغمض عينيها لتنهمر منها دموع غزيرة لكنها تجاهد صوتها لكي لا يبوح بها : استودع الله دينك و امانتك و خواتيم عملك..
يوسف بتسليم شديد: استودعك الله الذي لا تضيع و دائعة ..
و يضع السماعة بانهزام شديد ويرفع رأسة ليقع بصرة على عقارب الساعة فيجدها تقترب من منتصف اليل ..فيسقط على ركبتية في اتجاة القبلة بنوع من الانهزام و العجز الشديدن ثم يرفع بصرة الى السماء في اول دعاء يحاول ان يدعوة في حياتة ..ويصمت لبعض الوقت ثم يقول:
" انني...انني لا اعرف ماذا اقول ؟؟...و لا ادري كيف اقول؟؟؟ و لا من اين ابدأ ...ثم يستطرد قائلا : اعلم اني قد اخطأت طويلا..و يرفع بصرة الى السماء في نظرة معبرة قائلا ..و انك قد امهلتني كثيرا....و يستجمع قواه ليتغلب على الدموع التي تغالبة ..ثم يقول : ال..ال..الآن ..قد عرفت و ايقنت بك وحدك يا من تبارك اسمك و تعالى جدك ..و لا اله غيرك ...و تتساقط العبرات رغما عنة فيعود ليقول : اعلم اني استحق العقاب على مابدر مني في حقك ..و انك لست بظلام لعبادك ابدا...ثم ينتحب صوتة وهو يقول : لكنك تعلم اني لن اجد غيرك الآن ..انت وحدك..ويشهق من البكاء و يواصل : انا لا اخشى من ما سألقاه منهم في سبيلك...لعله يشفع لي عندك فتسامحني ..لكني ..ثم يصمت لتنفجر كل دموعه بقوة قائلا : اخشى ان يفتنوني فاعود ..ثم يستغرق في بكاء و نحيب متواصل لدقائق ثم يمسح بعضا من دموعه و يقول في لهجة رجاء و توسل ذليل : فان كنت قد قبلتني فلا تتركني..ثم يضع رأسة بين كفية في يأس و احباط و انهزام تام....حتى يفيق على صوت آذان الفجر ..فجر آخر يوم له بالمملكة ..
في مطار الظهران في صباح اليوم التالي يجر يوسف بانكسار حقيبة سفرة ذات العجلات الجانبية ..يتصفح الوجوة الني كان يتصفخها بكراهية الدنيا كلها لكن هذه المرة بود و حب ليودعها مرغما ..ثم يبتسم ابتسامة حزينة لمفارقة طريفة تذكرها من بين احزانة ..وهي انه قد دخل هذه البلاد مستائا ..و سيغادرها مستائا لكن شتان ما بين الحالتين ..يمضي يوسف في اجرآت السفر ببطئ متعمد وهو يتلفت للوارء بصورة.المة بود و حب ليودعها مرغما . متكررة على امل ان يتمكن من توديع اصدقاؤة قبل الرحيل الذين احبهم بصدق ووجد فيهم العوض الحسن عن اخية الراحل..
تنتهي اجرآت السفر و الجمارك و يختم موظف الجمارك تأشيرة الخروج النهائية لكل من يوسف و بيتر الذي يرافقة في الرحلة بلا كلام سوى نظرات الضيق و الجفاء المتبادلة بينهما ..و ينتهي وقت انتظار الرحلة ليناداى عليها عبر مكبر الصوت يتجه بيتر بحماس نحو البوابة المؤدية للفناء الواسع الذي تقف فية الطائرة و يقوم الموظف بقطع كعب التذكرة له بينما يسير يوسف ببطئ شديد وهو ينظر للوراء نظرة حزينة مؤثرة و يقطع له الموظف كعب التذكرة كأنة يقطع نياط قلبة الذي عرف الحق و اتبعة ..
امام احد بوابات المطار الخارجية تفرمل سيارة ماجد الحديثة فرملة قوية وقبل ان تقف السيار تنفتح ابوابها بسرعة و ينطلق منها في سرعة البرق الشباب الثلاثة و هم يركضون على نحو مفزع و يتخبطون بالمسافرين بصورة مثيرة للانتباة وهم يصرخون بصوت مرتفع كل على حدى..
: يوسف
: يوسف..يوسآآآآآآآآآآآآآآآآآآآف.....
: يوسف ..يوسف ..يوسفآآآآآف ..
يقتحم الشباب البوابات الخاصة باجرآت الجمارك واحدة تلو الاخرى بسرعة لاتدع فرصة للوقوف في طريقهم ..حتى يصلون الى البوابة الاخيرة المؤدية للفناء الذي تقف فية الطائرة ليصطدموا بحارس الأمن الذي وقف بصمود امام البوابة و فتح ذراعية معلنا لهم انه ممنوع اجتياز هذه البوابة ، بلهجة رجاء لا بل توسل و باصوات لا تكاد يتبين ما تقول من شدة النهجان..يتحدث الشباب في نفس واحد ولكن كل على حدى بقولة ...
احمد : ارجوك ..معلش ..مسألة حياه او موت ..
العسكري بحزم : ممنوع...
ماجد بعصبية : يا اخي بالله ياخي....
بشار: خيي..وحياة الله لا تنشف رأسك....
العسكري : ممنوع ...
يتبادل الشباب النظرات سريعا... الامر اكبر من التفكير ..و يفهم الجميع بعضه البعض في بحر ثانية انة ظرف طارئ و الحيلة الآن مباحة...!!!!
يمسك احمد بكتف الرجل بعنف وهو يقول بلهجة خوف و انزعاج شديدة مفتعلة وبسرعة لا يكاد الرجل يتبين معها الكلمات : انت ستقتل زوجتي الحامل التي ركبت الطائرة وهي في الشهر العاشر و مهددة بالانفجار الآن و يدفع الرجل للوراء و يركض مقتحم البوابة بينما ترتسم على وجة الرجل علامات ذهول رهيبة وهو يعود من جديد بسرعة للوقوف امام البوابة في وجة ماجد الذي يصيح بتلقائية و غضب مصطنع : ياخي ..اغرب عن وجهي ..هادي الحرمة اختي ..تبيني اشوف اختي بتنفجر؟؟؟؟؟؟.....ويدفع الرجل للوراء و يركض لاحقا باحمد بينما يقف بشار امام الرجل بجدية و ادب و ذوق رائعين قائلا بحزم مفتعل : من فضلك من وين بدي سير من شان اوصل للطائرة ..انا طبيب النساء ...ثم يختفي بسرعة الصاروخ من امامة لاحقا باصحابة..
يصعد بيتر سلالم الطائرة بجدية و لياقة امريكية في استعلاء بينما يصعد يوسف بنوع من الانكسار خلفة ..عنما يتنامى الى سمعة فجأة صوت اصدقاؤة يصيحون باعلى صوت لهم : يوسآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآف....
يلتفت يوسف بسرعة ولهفة للخلف ليرى الشباب الثلاثة يتكفون و هم يصعدون سلالم الطائرة بسرعة حتى وصلوا الية..بينما يلتفت بيتر بضيق و قلقل شديدين ..
يصل الشباب الثلاثة الى الدرجه التي اسفل درجة يوسف مباشرة ..ماجد ينهج بشدة وهو يقول بابتسامة رائعة : يوسف ..لن تسافر ..
يوسف بفرحة الدنيا كلها و بانهاش شديد : كيف؟؟؟؟؟
احمد بنفس النهجان القوي : لقد نجحنا بفضل الله تعالى ان نجعل السفارة المصرية هنا بالمملكة تتعاون معنا و حصلنا لك على مستخرج رسمي من جنسيتك المصرية...
ماجد يكمل بسرعة : وبفضل الله تعالى ..استطاع عمي ان يقنع الشركة بالتعاقد الداخلي معك للعمل..
بشار: أي..انك الآن مواطن مصري يعمل بالمملكة ..و استخرجنا لك اقامة جديدة تبدأ من اليوم..
يوسف ودموع الفرحة تملأ عينية يصيح صيحة عظيمة في الهواء بفرحة الدنيا كلها بالعربية : يا الله ههههههههههههههههههههههههههههههههه........
ويلتفت يوسف الى بيتر وسط صيحات الاصدقاء ..و يبتسم له بلطف مصطنع و يقول باللغة الانجليزية : ارجو ان تبلغ تحياتي الشديدة لمارك و باقي اللاعبين ..لانه ببساطة " GAME OVER " ثم يمسك بجواز السفر الامريكي الذي طالما اعتز به طوال حياتة و نظرة ثاقبه من عينية في عيني بيتر و يمزقه بقوة و بطئ..و يرمي به في الهواء لتبعثرة الرياح على ارض الفناء..ثم يستدير للاصدقاء الغاليين و يتكاتف الاربع اصدقاء بحب وود لا نظير لهما مغادرين الساحة الواسعة في مرح و صخب شديدين ..في حوار رائع ..
بشار : ايش عم بنحكي للعسكري الحين ؟؟؟؟؟
احمد :ولا حاجة حنقولوا ولدت ولد بس كبر بسرعة مشيرا الى يوسف ..
يوسف : لكن من عمك هذا يا ماجد ؟؟؟؟
ماجد بمرح شديد : عمي حسين !!!..و بصوت مثير للضحك : ابو عيسى .......
و ترتفع ضحكات الشباب الاربع بصخب جميل وهم يقتحمون البوابة المؤدية الى المطار ويدخلون المطار في مرح شديد يثير الابتسام على وجوه المحيطين ..بينما تقع عينا يوسف مصادفة على احد شاشات اجهزة الكومبيوتر امام احد موظفي الجمارك ليرى عبارة " GAME OVER " فيبتسم في امتنان للة تعالى...
***
-2020-
في المقدس الشريفة و لم يبقى على ارضها الا من يقول " لااله الا الله " يكبر امام المسجد الاقصى تكبيرة الاحرام ..ليكبر من خلفة من بين مليلرات المصلين بالصف الاول كل من :
بشار ..، ..احمد ..، ماجد ..، يوسف ..و كل منهم يضع على كتفة شال المقاومة الفلسطيني...