12-
قاد يوسف سيارتة و هو يرى الطريق بالكاد من بين دموع عزيرة فاضت من عينية بلا وعي و هو يستمع الى ذلك الشريط الذي اهداه الية بشار الذي علية اناشيد اسلامية رائعة هي في الواقع ترجمة لاناشيد عربية اسلامية حققت قبولا
واسع و نجاح شديد و كان النشيد الذي دار وقتها في السيارة هو ذلك النشيد الرائع الذي اعتبرة من اجمل ما سمعت بكلماته الجميلة وايقاعة المؤثر في القلوب
" يا أيها الانسان هل..
تبكي لما ابكاني...
ارأيت ماذا قد حصل..
في العالم الحيران ؟؟
***
يا أمة الاسلام كم..
تبكي عيون بنيكي دم ..
ولقد تفرق شملهم ..
و تمزقوا بين الامم..
يا رب فارحم حالهم ..
يا رب فارحم حااآآآآلهم .."
انسابت الدموع من عيني يوسف وهو يسترجع في مخيلتة مشاهد كثيرة تمر امامه كأنها شريط سينيمائي ..فتذكر وجة امه الغاضب وهي تنعي له خبر مقتل اخية و تبثة كره المسلمين ..و تذكر وجة مارك وهو يتحدث عن ابية مدعيا انه كان انسان مسالم عظيم ثم يتذكر وجة بشار وهو يجاهد نفسة حتى لا يبكي عندما كان يقص علية سبب قتل الجنرال القذر ..و يتذكر نفسة وهو مراهق صغير في فناء المدرسة عندما كان يتلوا مع غيرة من الصغار النشيد الوطني للولايات المتحدة الامريكية بفخر و برائة ..ثم يتذكر المشاهد التي رآها في الفيلم التسجيلي ..و يتذكر نفسة عندما كان ينفي لمديرة المباشر باشمئزاز كونة مسلم او عربي ثم يتذكر وجة خديجة و هي تعلن افتخارها بكل ما لاقت من عذاب في سبيل ان تحافظ على الاسلام ..ويتذكرها و هي تحسدة بعبارتها الاخيرة على كونة قد ولد مسلما
ويتذكر استغرابة و تسائلة عن النبي صلى الله علية وسلم عندما استمع الى اغنية سامي يوسف لاول مرة ثم يتذكر عبارتة صلى الله علية وسلم التي تعبر عن شوقة الى من يأتون من بعده من المسلمين ..و اخيرا يتذكر الايات الكريمة التي تلتها علية خديجة فيهتز لها كيانة كما فعلت بخديجة ...و يتسارع هطول العبرات من عينية وقد ارتسمت علامات قوية من الشجن و الحسرة و عذاب الضمير على وجهه ..و يكمل طريقة بعناية الله تعالى له فقط ....
وتمر الايام بسرعة و يتعلم العربية ليقرأ القرأن فيكشف لة كل الحجب عن كل الحقائق التي اراد ان يعرفها و زيادة ليس فقط عن المسلمين و عن النبي صلى الله علية و سلم لكن عن كل الامم الماضية ..بل و ماسيقع في المستقبل ايضا ( لتبلون في اموالكم و انفسكم و لتسمعن من الذين اوتو الكتاب من قبلكم و من الذين اشركوا اذى كثيرا و ان تصبروا و تتقوا فان ذلك من عزم الامور) ، ثم يواظب على الصلاة ..و يتعلم الاحاديث و الاذكار فيشعر انه ولد من جديد و يتحول المسلمون في نظرة الى اعظم حضارة يفتخر بالانتساب اليها ويصبح أجل قدوة و مثل اعلى عنده هو النبي صلى الله علية و سلم ..و يصبح كل من ماجد و بشار و احمد اغلى و اعز اصدقاؤة ...و ما اسرع مرور الايام الجميلة فقد اوشك العام على الانتهاء......
وفهم مارك و اعوانة المتحالفين القصة ..و ادركوا بلا ادنى شك ان العنصر الذي كانوا يخططون لاستغلالة قد تحول من صفوفهم الى صفوف المسلمين و ان لعبتهم التي لعبوها علية بمنتهى الذكاء قد انكشفت و لم تعد تصلح للاستمرار ..و ان بقاؤة حيث هو اكثر من هذا هو خطر عظيم على مصالحهم ..
و ذات صباح يدخل يوسف الى مكتب ماجد ليكتشف ان الشلة كلها مجتمعه في انزعاج و استياء شديدين و عصبية و غضب لا حدود لهما ..
يوسف : ماذا يا رفاق ..لماذا تبدون هكذا ؟؟
بشار : الم تدخل على النت ؟؟
يوسف باستغراب شديد : لا ..لماذا ؟؟ماذا حدث؟؟
لا يجيب احد من شدة الغضب و انما يندفع ماجد بعصبية الى جهاز الكومبيوتر ليدخل على احدى الصفحات ثم يقوم تاركا ليوسف فرصة الجلوس امام الشاشة ..ينظر يوسف بقلق و اضطراب ..ليقع بصرة على موقع لشخص يتخذ لنفسة اسم مستعار " كيكو " و كان يعلم جيدا بحكم صداقتة الطويلة لمارك انه اسمة المستعار في التعامل مع النت عادة ..و اذا بالموقع مصمم خصيصا لسب الاسلام و المسالمين ..و اكثر من هذا ايضا !!!!!!فيشتعل الغضب في صدر يوسف و يضرب على المكتب بقبضة يدة في غضب و عنف شديدين ثم يخرج مندفعا الى شقته ليعيد توصيل فيشة الهاتف متصلا بمارك ..
ينظر مارك الى جهاز اظهار رقم المتصل بخبث فيبتسم بسعادة شديدة و يرفع السماعة قائلا : اوة ..جو ..كم افتقدت ك يا عزيزي..
يوسف بغضب يحاول السيطرة علية : انا لم اتصل لاعيد الوداد القذر معك من جديد انا اريد ان اسألك عن الوقاحة القذرة التي فعلتها على النت ..
مارك باستغراب مصطنع : من ؟ انا ؟ ماذا فعلت ؟؟
يوسف بعصبية : كف عن تمثيلك الساذج هذا فلم اعد اصدقة ..انا اعلم جيدا انك من فعلها ..
مارك بصوت خبيث و نوع من الجدية : و ماذا يضايقق فيما جرى سواء كنت انا الفاعل ام سواي..اليس هؤلاء هم اعداؤك الالداء ؟؟اليسو قتلة اخيك ؟؟ام انك قد اصبت بعدوى الغباء و التخلف منهم ؟؟
يوسف بصوت مرتفع : اخرس ..اغسل فمك قبل ان تتحدث عن المسلمين ..ايها النجس ..لقد انتهت لعبتك القذرة و لن اكمل معك حتى تظهر لك عبارتك المحببة "you win" لتعلن لي اني "a big stubbed machine" بل انا من يقول لك بلغتك الخبيثة " game is over " ..
مارك بضحكة عالية و خبيثة و مستفزة : اوه ..ماي جاد ...كم انت ذكي !!!...ثم يتابع انك حقا غبي اذا ظننت انك تستطيع ان تكمل طريقك للنهاية يا عزيزي ..انا لن اضيع وقتي معك سنتحدث براحتنا عندما تنقابل ..ثم يردف بصوت ضاحك ..قريبا يا عزيزي..و يغلق الهاتف مع يوسف ..الذي ارتسمت على وجهه علامات من القلق....