-8-
يدخل يوسف باندفاع شديد و هو يمسح دموعة بعصبية و يفتح باب شقتة و يتوجة بلا وعي الى الهاتف دون حتى ان يغلق الباب خلفة و يضغط بعنف على ازرار الهاتف
يعرف مارك من جهاز اظهار الرقم ان جو هو المتصل فيجيب بمرح: اوة ..جو ..كيف حال…..
و قبل ان يكمل يصرخ فية يوسف بعصبية : لماذا لم تخبرني عن السبب الذي من اجلة قتل المسلمون والدك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يرتبك مارك و يفهم انه قد عرف …فيبتلع ريقة بصعوبة قائلا : لقد خدعوك ..ان ابي قد اعتقل الرجلو و ابنة لانهما كانا ارهابيين ..و اتت الفتاة وحدها الى المعتق و هي التي عرضت نفسها على الجنود في محاولة لانقاذ والدها و اخيها و…
و قبل ان يكمل صرخ يوسف في وجهه بعصبية : shut up و اغلق الهاتف بعنف و صدرة يعلو و يهبط من الانفعال ..دق الجرس بعدها بثوان و عرف يوسف من جهاز كشف الرقم ان المتصل مارك فانتزع بعنف فيشة الهاتف ..و امسك برأسة في اعياء و القى بنفسة على احد المقاعد ووضع رأسة بين يدية و انخرط في البكاء..
بعد دقائق قليلة شعر يوسف بيد تستقر على كتفة الايمن و اخرى على الكتف الايسر ..رفع بصرة الى اليمين فرأى احمد يبتسم لة في ود ..و التفت الى اليسار ليجد بشار يبتسم ابتسامة خفيفة بحب وود بينما جذب ماجد احد المقاعد الصغيرة ووضعها امام يوسف و جلس عليها بالمعكوس بمرح شديد و على وجهه ابتسامة مداعبة لذيذة ثم قال : اتحب ان تشاهد فيلما تسجيليا؟؟؟
ترتسم ملامح الدهشة على وجه يوسف و بعد صمت طويل يومئ برأسة بالموافقة….
في الفيلا الجميلة التي تسكنها عائلة ماجد العريقة وفي غرفتة الواسعة جلس كل من الشباب الاربع على المقاعد امام جهاز البروجيكتور بعد ان اغلقت الانوار استعدادا لمشاهدة الفيلم التسجيلي كان الفيل بعنوان .." امريكا من خلف القناع " و كان باللغة الانجليزية ..
و بدأ العرض و تراسلت المشاهد و الاحداث المخزية و البشعة التي ارتكبتها امريكا في حق البشرية كلها و بالاخص المسلمون ..
و تألق المخرج العبقري باسلوبة الرائع الذي كان يربط في تناسق رائع مابين التصريحات الامريكية الحالمة و العادلة و ما بين الاحداث المشينة و القذرة و التي لا تمط للانساية باي صلة ..و كان اكثر ما يثير الدموع فيها و الاشمئزاز معا ذلك التصريح الذي ادلى به الرئيس الامريكي عقب سقوط العراق قائلا " اننا نسعى الى تحقيق الديموقراطية لهذا الشعب المسكين الذي لاقا ما لاقاة من القمع و الوحشية و كل هذا بدافع النوايا الحسنة….." ثم ينتقل المشهد فجأة و دون مقدمات بسرعة شديدة الى القطات المخزية الخاصة بفضيحة سجن ابو غريب لتنطق بلا كلام بكذب كل ما قيل بل بعكسة تماما …ثم انتهى الفيلم ليتبعة آخر بعنوان
" شعب الله المختار ..ما اعظمك؟؟؟" وكان يسرد بنفس الاسلوب الرائع مخزيات اليهود و فضائحهم التي ليس لها اول من آخر..
انتهي العرض و اضئ النور ..ووجة يوسف قد ابتل من الدموع التي انهمرت منه بلا شعور ووخفض رأسة في خزي شديد للارض و شعر لاول مرة في حياتة بالعار لانة امريكي ..ثم تنبة فجأة على ساقي ماجد الذي وقف امامة فرفع بصرة فاذا بة يرتدي قبعة امريكية مميزة عليها العلم الامريكي ..و بجدية شديدة خلعها من على رأسة و انحنى بالطريقة الامريكية ..ثم ارتفع ووضعها على صدرة وهو ممسكها بيدة و ركز نظرة عتاب قاسية في عيني يوسف ..ثم تركها من يدة لتسقط على الارض..نهض يوسف من مقعدة في جدية وهو ما يزال مصوبا بصرة الى عيني ماجد ..ثم تقدم بخطوات ثابتة وبسرعة شدية عانق ماجد بقوة ..و قد داس بقدمة دون ان يلتفت على القبعة …ربت ماجد على ظهره بابتسامة رائعة بينما ..التفت كل من احمد و بشار الى بعضهما البعض و تبادلا نظرات البشرى و الفرح ..