في احد المكاتب الفخمة بشركة ارامكو بالمملكة العريبة السعودية تلك الارض المباركة الطيبة الآمنة بامر الله تعالى و المحظوظة بجوار رسول الله صلى الله علية و سلم وبيت الله الحرام و بدعوة ابونا ابراهيم علية الصلاة و السلام ….
يجلس الشاب المصري احمد عبد الرحمن احد اكفأ العاملين بقسم العلاقات العامة وهو منكبا على ورقة مطبوعة بايميل وصل من الشركة الامريكية منذ دقائق يقرؤة بعناية
عندما يدخل علية المهندس الشاب الفلسطيني بشار حمادة ..
بشار بمرح : السلام عليكم ..يا معلمي ..
احمد بابتسامة لطيفة : يا دي معلمي ..يا ابني انت محسسني اننا في قهوه ..في اية ؟؟
بشار: ما في اشي حبيبي ..كل القصة ..ان الساعة صارت 8و الدوام خلص و انت ما انت داري بحالك ..
احمد: يا خبر ابيض ديى 8 بجد..دة زوجتي كان عندها موعد مع الطبيب الساعة 7..
بشار : الله اكبر ..و يقلد اللهجة المصرية بمرح و خفة ظل شديدة قائلا : طب استلاقا وعدك بقة يا حلو ..
احمد يكظم الضحكة و الغيظ معا و يلمم اغراضة و هو يقول بلهجة من الاستعجال : خد الورقة دية و عدي على مكتب ماجد بسرعة و قلة يستقبل الشخص الي اسمة فيها من المطار بعد ساعة من دلوقتي .. و يهرول بسرعة
"ماجد القصيبي" ..شاب سعودي وسيم و مرح و مثقف الى درجة عالية و هو الصديق الحميم الثالث للشلة الملتزمة المتحابة احمد ، و بشار..و هو موظف بالعلاقات العامة بنفس الشركة مع الشابين الآخرين ..
في مكتب ماجد يمسك بسماعة الموبايل و يتحدث الى والدة : انت تأمر ..يا بوي ..أي ..أي ثم ينظر الى بشار الذي يدخل الى المكتب فيشير الية بالجلوس و هو يكمل حديثة ..قائلا :..الحين ..الحين ..اسكر الجوال ..و اروح العرس سيدا .. فيشير بشار برأسة بالنفي مادا يدة بالورقة الية ..ليتقط ماجد الورقة و ويقرأها بسرعة ثم يردف بلهجة مهذبة و مرحة يجعل بشار يمسك الضحك بصعوبة : زين ..يا بوي هو عيسى ..بيزعل علي لو ما جيت ..لا انا اقصد يعني اني بعوضها ان شاء الله لما يتزوج الحرمة الرابعة ..ولا ماهو ناوي.؟؟..أي ..أي هذه هي الرابعة ..زين يا بوي لما يتجوز الخامسة ..آآآآآآآآآآآ…لا يا بوي ماقلت شئ ..بخاطرك يا بوي..و يغلق الهاتف لينفجر بشار في الضحك بصورة هستيرية ..و لا يستطيع الكلام ..و ماجد يشاركة الضحك بصوت منخفض
و يعلق قائلا : يا شيخ عيسى ولد عمي هذا قهرني والله ..هذه رابع مرة يتزوج ..وقلت له 100مرة ان الله تعالى سيحاسبة اذا لم يعدل يقول لي ما عليك انا الي بتزوج و لا انت ..و الادهى من كل هذا انه يطالبني بحضور العرس ..بعد..
ثم يمسك الورقة من جديد باهتمام و يقرأ بصوت مرتفع و بجدية و اهتمام : مهندس: يوسف اسماعيل مصطفى ..ثم يصمت في ذهول و ينظر الى بشار قائلا : يا اخي بالله هذا امريكي مسلم ولا شنو؟؟؟
يلتقط بشار الورقة و ينظر باهتمام ثم يقول : ربما ..او من اصول عريبة ..ثم يردف يا اخي ما تحير بالك ..الزلمة بيوصل بعد ساعة ..اسألة اذا بتريد ..
ماجد : آة و طبعا احمدوه…فلسع على رأي المصريين و ترك لي شغلة لاقوم بة ..
بشار : ما تظلم الزلمة ..الوقت سرقة ..و ما حس بحالة ..و اهلة عندن ..معاد بالمستشفى..
ماجد و هو يتأهب للوقوف: زين ثم يردف بلهجة مصرية مرحة: ..طيب يا احمد باشا ..اما اشوف وشك..
5-
في مطار الظهران يقف ماجد وهو يرتدي الثوب السعودي الانيق و الغطرة المميزة و يمسك بيدة لافتة صغيرة مكتوب عليها باللغة الانجليزية"E.ESMAEIL. JOUSEEF" …
يخرج جو من الممر متجها الى صالة الوصول و هو يتفحص الوجوه التي يكن لها الكراهية بعناية ليعثر على موظف العلاقات العامة المكلف باستقباله .ثم تقع عينية فجأة على الافتة دون ان يتنبة ماجد ..فيقترب جو منة و يقف امامة بلا كلام ..يتنبة ماجد الية فينظر في وجهه لثوان كأنما يقرؤة ثم يبتسم ابتسامة طيبة و يمد يدة ليصافح قائلا بالانجليزية : مرحبا بك على ارضنا الطيبة..
يظل جو متفحصا وجة ماجد السمح في صمت لثوان و دون ان يمد يدة ..ثم يلاحظ علامات الاندهاش ترتسم على وجة ماجد الذي يمد يدة منذ اكثر من دقيقة ..فينزل نظره من عينية و يمد يدة ببطئ الية قيلتقطها ماجد بحرارة و يكرر علية عبارة الترحيب الجميلة ..
فيجيبة جو بلا حماس..ثم يشير ماجد الية بالتفضل معة الى السيارة ..
في السيارة لحظات من الصمت و جو يحدث نفسة " يا لهم من خبثاء ؟كيف يبدو شديد الادب و الذوق وانا واثق من انه يكرهني و يحقد علية بشدة لاني افضل منة فانا امريكي بينما هو عربي متخلف و مسلم متطرف ..لكني لست منافق مثلة فانا واضح لا ادعي مودة لا اكنها "
بينما كان ماجد يحدث نفسة " سبحان الله ..لماذا يبدو هذا الشاب متضايق الى هذا الحد ؟؟هل هي الغربة عن اهلة ..ام امر آخر ام اني لم احسن استقباله ؟؟ثم يحدث نفسة بعتاب ماجد انت على ارضك و في بلدك هيا خفف عن الرجل و طمئنة الى انة لم يخرج من بلدة
يقطع الحديث صوت ماجد بتودد و ادب شديدين باللغة الانجليزية : وهل المهندس يوسف ..من اصول عريبة ..؟ ام امريكي مسلم ؟؟
فترتسم ملامح من الاستياء الشديدة على وجة يوسف الذي يرى انه لا هو يوسف و لا مسلم و لا يمط للعرب بصلة انما هو جو الامريكي الذي لا يعترف بالدين ايا كان نوعة ..يقرأ ماجد الاستياء على وجة يوسف ..فيرفع حاجبية في تعجب شديد ويلتفت الى الطريق بسرعة مثيرة للضحك..و يلتزم الصمت باقي الطريق ..
يلقي جو بنفسة على الاريكة الواسعة بالسكن الفخم الذي اوصلة الية ماجد بمدينة ارامكو حيث يعيش العديد من الامريكيون العالملون بشركة ارامكو..وهو منهك من التعب ..و يهم بالدخول لينام ..لكنة يمسك بسماعة الهاتف ليتصل مكالمة دولية بالولايات المتحدة
مارك يجيب: هلو ؟؟
جو: اوه ..مارك ..انا جو
مارك بسعادة مصطنعة : جو ..متى وصلت ؟؟
جو : منذ ثوان ..انا مخنوق ..
مارك : لا يا عزيزي عليك الاحتمال ..ام نسيت اتفاقنا ..
جو : لا لم انسى لكنك لا تتصور الحرب النفسية التي اعيشها من اول لحظة ..
مارك : اوة ..عزيزي..تحمل ..يجب ان تنجح ..
جو : حسنا سأكون على اتصال بك ..
يغلق مارك سماعة الهاتف و يواصل لعبتة المفضلة " الشطرنج" التي اعتاد ان يلعبها مع جهاز الكومبيوتر بذكاء خارق ويتفوق علية فيها بعد ان يتمكن من التحايل على قوانين اللعبة ..تضئ امامة العبارة المحببة الى بصرة "YOU WIN" انت تربح ..فيبتسم في سعادة قائلا بلهجة ساخرة كأنة يخاطب الكومبيوتر: you are a big stubbed machine!!
ثم يلمح رسالة مستلمة عبر الماسنجر الخاص بة تحمل هذه العبارة القصيرة الغامضة "SSS" فيبتسم بخبث شديد و يقول : كنت اعلم انكم ستتصلون الآن يا اعزائي