البرنس Admin
عدد الرسائل : 617 العمر : 113 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: من فضائل صورة ال عمران الثلاثاء يوليو 01, 2008 10:31 pm | |
| فضائل ولطائف سورة آل عمران اعداد مصطفى البصراتى الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد فما يزال حديثنا متصلاً حول فضائل ولطائف سورة آل عمران ونتحدث بإذن الله تعالى في هذا العدد عن الآيتين «الثالثة والثلاثين والرابعة والثلاثين» من السورة، وهما قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ آل عمران ، قوله إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ، هذه الجملة مؤكدة بإن لأن المقام يقتضي ذلك، لأن المقصود بيان أن الله تعالى يصطفى من الناس من شاء اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ الحج ، يعني ومن الناس رسلاً معنى اصطفى اختار والتقدير إن الله اصطفى دينهم وهو دين الإسلام فحذف المضاف، وقال الزجاج اختارهم للنبوة على عالمي زمانهم وقال القرطبي في معنى قوله تعالى وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا أي اخترناه للرسالة، فجعلناه صافيًا من الأدناس، والأصل في اصطفيناه اصتفيناه، أبدلت التاء طاء، واللفظ مشتق من الصفوة، ومعناه تخير الأصفى وقال ابن عثيمين رحمه الله ومعنى الاصطفاء أن الله اختارهم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً، كما قال تعالى وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً الإسراء ، ليس على كل من خلقنا، بل على كثير ممن خلقنا، والاصطفاء بمعنى الاختيار، لأن أصله مأخوذ من الصفوة، وصفوة الشيء خياره، واصطفى أي أخذ صفوته قال ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى أنه اختار أهل هذه البيوت على سائر أهل الأرض، فاصطفى آدم عليه السلام، خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء وأسكنه الجنة، ثم أهبطه منها لما له في ذلك من الحكمة، واصطفى نوحًا عليه السلام وجعله أول رسول بعثه إلى أهل الأرض لما عبد الناس الأوثان وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا، وانتقم له لما طالت مدته بين ظهراني قومه يدعوهم إلى الله ليلاً ونهارًا سرًا وجهارًا، فلم يزدهم ذلك إلا فرارًا، فدعا عليهم فأغرقهم الله عن آخرهم ولم ينج منهم إلا من اتبعه على دينه الذي بعثه الله به، واصطفى آل إبراهيم ومنهم سيد البشر خاتم الأنبياء على الإطلاق محمد وآل عمران، والمراد بعمران هذا هو والد مريم بنت عمران أم عيسى ابن مريم عليهما السلام معنى الآل قال ابن عاشور وآل الرجل أهله، وأصل آل أهل قلبت هاؤه همزة تخفيفًا ليتوصل بذلك إلى تسهيل الهمزة مدًا، والدليل على أن أصله أهل رجوع الهاء في التصغير إذ قالوا أهيل ولم يسمع أويل خلافًا للكسائي، والأهل والآل يراد به الأقارب والعشيرة والموالي وخاصة الإنسان وأتباعه وآدم عليه السلام هو أبو البشر، خلقه الله تعالى خلقًا مستقلاً وليس متطورًا من جنس آخر ومن نوع آخر قبله كما يقول أهل الإلحاد، ومن ادعى ذلك فقد كفر بالله، لأن الله تعالى أخبر في كتابه في عدة مواضع أنه خلق آدم من تراب، من صلصال كالفخار، من طين، خلقه بيده ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، فمن زعم غير ذلك فهو كافر مصدق لغير الله، مكذب لله والعياذ بالله مع العلم بأنه مهما أتى أحد بكلام عن آدم وابتداء خلقه وكيفية خلقه غير مستند في ذلك إلى الوحي، فإن قوله غير مقبول، لأنه لم يشاهده، قال الله تعالى مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ الكهف ، وقال تعالى أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ إبراهيم ، فمن ادعى علم شيء عمن سبق فهو كاذب إلا ببرهان، وآدم كما نعلم بيننا وبينه آزمنة طويلة جدًا، فلا يمكن أن نقبل قولاً فيه إلا عن طريق الوحي الصحيح «ونوحًا» ذكره الله عز وجل بعد ذكر آدم، لأنه الأب الثاني للبشرية، فإن نوحًا عليه السلام لما كذبه قومه إلا القليل أهلكهم الله تعالى بالغرق، فجعل الله ذريته هم الباقين، كما في سورة الصافات وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ الصافات ، فصار الأب الثاني للبشرية «وآل إبراهيم» لا شك أنه يدخل فيهم إبراهيم بالأولى، ولكن نص على آله لكثرة الرسل فيهم، ولا سيما أن فيهم أفضلَ الرسل محمداً ، فإن محمدًا من آل إبراهيم «وآل عمران» آل عمران اختلفوا في المراد بهم، فقيل آل عمران أبي موسى لأن موسى أفضل أنبياء بني إسرائيل، وقيل آل عمران أبي مريم ومريم ابنة عمران، وهذا ما رجحه ابن كثير وغيره، فذكر آل عمران لأن فيهم آخر الرسل قبل محمد ، وهو عيسى ابن مريم الذي ينتمي إليه النصارى، وخص آل عمران بذلك لأن المقام يقتضيه أيضًا، فإن هذه السورة نزل أولها في وفد نجران وهم من النصارى، وسواء كان هذا أو ذاك، فإنه يدل على أن الله اصطفى هذه القبيلة، فكان هؤلاء السادة من البشر هم الذين اصطفاهم الله تعالى وقد بيَّن العلماء أن نبينا محمدًا من آل إبراهيم، فجدير بنا حتى تتم الفائدة أن نتكلم على آل نبينا محمد «آل محمد » قال ابن القيم عليه رحمة الله في جلاء الأفهام واختلف في آل النبي على أربعة أقوال أحدها هم الذين تحرم عليهم الصدقة، وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء أنهم بنو هاشم، وبنو المطلب، وهذا مذهب الشافعي، وأحمد رحمهما الله في رواية عنه أنهم بنو هاشم خاصة، وهذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله ورواية عن أحمد رحمه الله واختيارات ابن القاسم صاحب مالك أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب فيدخل فيهم بنو المطلب وبنو أمية وبنو نوفل، ومن فوقهم إلى بني غالب ، وهو اختيار أشهب من أصحاب مالك، حكاه في «الجواهر» عنه، وحكاه اللخمي في «التبصرة» عن أصبغ ولم يحكه عن أشهب وهذا القول في الآل، أعني أنهم الذين تحرم عليهم الصدقة، هو منصوص الشافعي رحمه الله، وأحمد، والأكثرين، وهو اختيار جمهور أصحاب أحمد والشافعي والقول الثاني أن آل النبي هم ذريته وأزواجه خاصة، حكاه ابن عبد البر في «التمهيد» قالوا والآل والأهل سواء، وآل الرجل وأهله سواء، وهم الأزواج والذرية والقول الثالث أن آله أتباع أتباعه إلى يوم القيامة، حكاه ابن عبد البر عن بعض أهل العلم، وأقدم من روى عنه هذا القول جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، ذكره البيهقي عنه، ورواه عن سفيان الثوري وغيره، واختاره بعض أصحاب الشافعي، حكاه عنه أبو الطيب الطبري في «تعليقه»، ورجحه النووي في شرح مسلم، واختاره الأزهري والقول الرابع أن آله هم الأتقياء من أمته، حكاه القاضي حسين، والراغب وجماعة وقد بسط ابن القيم رحمه الله الأدلة على هذه الأقوال، فمن أراد الرجوع إليها فعليه بكتابه القيم «جلاء الأفهام» قال ابن القيم بعدما بسط الأدلة على هذه الأقوال الأربعة «والصحيح هو القول الأول، ويليه القول الثاني، وأما الثالث والرابع فضعيفان، لأن النبي قد رفع الشبهة بقوله «إن الصدقة لا تحل لآل محمد»، وقوله «إنما يأكل آل محمد من هذا المال»، وقوله «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا»، وهذا لا يجوز أن يراد به عموم الأمة قطعًا، فأولى ما حمل عليه الآل في الصلاة، الآل المذكورون في سائر ألفاظه، ولا يجوز العدول عن ذلك، وأما تنصيصه على الأزواج والذرية، فلا يدل على اختصاصه الآل بهم، بل هو حجة على عدم الاختصاص بهم لما روى أبو داود من حديث نعيم المجمر عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصلاة على النبي «اللهم صلِّ على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم» فجمع بين الأزواج والذرية، والأهل، وإنما نص عليهم بتعيينهم، ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل، وأنهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحق من دخل فيه، وهذا كنظائره من عطف الخاص على العام، وعكسه، تنبيهًا على شرفه وتخصيصًا له بالذكر من بين النوع، لأنه من أحق أفراد النوع بالدخول فيه اهـ مختصراً وخص هؤلاء بالذكر في هذه الآية من بين الأنبياء لأن الأنبياء والرسل بجميعهم من نسلهم ومعنى قوله «على العالمين» أي على عالمي زمانهم، في قول أهل التفسير، وقال الترمذي الحكيم أبو عبد الله محمد بن علي المراد بالعالمين جميع الخلق كلهم، وذلك أن هؤلاء رسل وأنبياء فهم صفوة الخلق قال القرطبي فأما محمد فقد جازت مرتبته الاصطفاء لأنه حبيب ورحمة، قال الله تعالى وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ فالرسل خلقوا للرحمة، ومحمد خلق بنفسه رحمة، فلذلك صار أمانًا للخلق، لما بعثه الله أمانًا للخلق من العذاب إلى نفخة الصور، وسائر الأنبياء لم يحلوا هذا المحل، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام «أنا رحمة مهداة»، يخبر أنه بنفسه رحمة للخلق من الله وقوله «مهداة» أي هدية من الله للخلق ويقال اختار آدم بخمسة أشياء أولها أنه خلقه بيده في أحسن صورة بقدرته، والثاني أنه علمه الأسماء كلها، والثالث أمر الملائكة بأن يسجدوا له، والرابع أسكنه الجنة، والخامس جعله أبا البشر واختار نوحًا بخمسة أشياء أولها أنه جعله أبا البشر لأن الناس كلهم غرقوا وصار ذريته هم الباقون، والثاني أنه أطال عمره، ويقال طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، والثالث أنه استجاب دعاءه على الكافرين للمؤمنين، والرابع أنه حمله على السفينة، والخامس أنه كان أول من نسخ الشرائع، وكان قبل ذلك لم يحرم تزويج الخالات والعمات، فبعثه الله تعالى بتحريم البنات والأخوات والعمات والخالات وسائر القرابات واختار إبراهيم بخمسة أشياء أولها أنه جعله أبا الأنبياء لأنه رُوي أنه خرج من صلبه ألف نبي من زمانه إلى زمن محمد ، والثاني أنه اتخذه خليلاً، والثالث أنه أنجاه من النار، والرابع أنه جعله إمامًا للناس، والخامس أنه ابتلاه بالكلمات فوفقه حتى أتمهن وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين منقول من مجلة التوحيد اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
مع تحياتى /البرنس | |
|
الدكتور مشرف المنتديات الطبية
عدد الرسائل : 20 تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: رد: من فضائل صورة ال عمران السبت يوليو 05, 2008 10:35 pm | |
| مشكوووووووووووووووووور
الدكتور
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: من فضائل صورة ال عمران الأربعاء أغسطس 06, 2008 1:15 am | |
| مشكور اخى البرنس ويا ريت تفيدنا اكتر بمعلوماتك |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: من فضائل صورة ال عمران الإثنين أغسطس 11, 2008 6:28 pm | |
| |
|