[size=12]سؤال لطالما راود الكثيرين ، فكل منا فكر بمشروع بحياته يقتات منه ويمارس هواية إدارة أعماله من خلاله، ويكسب الخبرة باحتكاكه بالسوق ولكن كيف البدء ؟ومن أين ؟وماذا نحتاج ؟وهل مجرد الفكرة تولد المشروع بكامل احتياجاته ومتطلباته؟…
أفكار تتراود في ذهني لتنفيذ ما أطمح له من أيجاد الأرضية المناسبة لأبدأ بها مشروعي المرتقب ، ووجدت الأفكار التي توجهني والتعليمات التي تساعدني من شخصية علمية لها قصب السبق في هذا المجال وحاول كثيرا حتى أوجد لمشروعه النور الذي بحث عنه طويلا من فشل لمشروعين سابقين ولكن بنظرته الثاقبة ومثابرته وتحديه للصعاب وبتطلعه للمغامرة في التجارة كان له ما أراد من نجاح مستحق ، وكان من حسن طالعي أن أجد هذا الإعلان لكيفية البدء بمشروع صغير ؟
استهواني الأمر وفعلا كنت هناك في الموعد المحدد ..حيث بدأ سعادة الدكتور حاليا الوكيل بوزارة العمل والعمال الخزرجي حديثه بالبعد عن الطابع العام وعدم الأخذ بشكليات المحاضرة ،بل دعوته لتكون دردشة نتباحث فيها هذه النقطة التي تهم الشباب جميعا، وهذا ما جعلني مهتم بأمر هذه المحاضرة فكنت مدونا لكل مفاتيح أفكارها فهل هناك من يشاركني الرأي بأهمية الموضوع وحساسيته؟
وكم نحن كأشخاص عاديون نحتاج من يدلنا على الطريق السليم الخالي من العوائق لنبدأ أول خطواتنا في إدارة المشاريع الصغيرة ؟فهيا معي نحتسي قهوة عربية بين ربوع هذه الدردشة مع أفكار دكتورتا الفاضل…
ربما نتساءل ما هو المشروع الصغير ؟ وما الفرق بينه وبين المشروع الكبير؟
المشروع الصغير عبارة عن فكرة معينة نبدأ منها ويقوم الشخص المعني بها بتنفيذها .على سبيل المثال: الإنترنت التي نسبح في بحورها كل يوم هي فكرة بسيطة بدأت وقام شخص بتطبيقها ، محلات الأغذية السريعة مثل ماكدونلدز ، كنتاكي ..أفكار بدأها أشخاص عاديون وقاموا بتطويرها.
ما هي خصائص المشروع الصغير؟ هناك عدة خصائص ولكن أهمها ما يلي:
1-استقلالية الملكية والإدارة ليس بها مساهمين.
2-لا توجد لديه هيمنة وسيطرة على السوق ، فهو ليس احتكاري.
فالاقتصاد لأي دولة بشكل عام ولدولة الإمارات بشكل خاص يعتمد 90 % منه على المشروعات الصغيرة أما المشاريع الكبيرة فلا تعد إلا على أصابع اليد الواحدة فهي(المشاريع الصغيرة) عصب الاقتصاد بحكم عددها الكبير .
ما هي طرق البدء بمشروع صغير؟ هناك عدة طرق منها:
أ-افتتاح مشروع جديد.
ب-شراء مشروع قائم.
ج-افتتاح مشروع حق الامتياز.
ثم نقوم بتقييم المشروع على كل بديل(الميزات والعيوب)
كل منا فكر بمشروع صغير وحاول تنفيذه ولسبب ولآخر تخلى عن الفكرة في اللحظات الأخيرة ، وقد لخص المحاضر الكريم من منطلق خبرته مشاكل الشباب في هذا المجال فقد لاحظ أن الشباب تتلخص مشاكلهم فيما يلي:
•عدم الخبرة الكافية لإدارة المشروع الصغير.
•عدم وجود رأس المال الكافي للبدء بمشروع صغير.
•وجود سوق تنافسي شديد.
أولا : الخبرة الكافية..
بطبيعة الحال هذه لا تعد سلبيات ينبغي على الشاب أن يتخوف منها بل نبدأ بمراحل نتعلم منها ونحاول مرارا وتكرارا إلى أن نصل إلى ما نطمح إليه ،فمن صغر الإنسان إلى كبره يكتسب الخبرات ويتعلم ، فمنا من تتاح أمامه فرصة مثلا وجود والده وخبرته الطويلة في هذا المجال ومنا من لا تتاح أمامه هذه الفرصة فقد يمر بمراحل صعبة كالسرقة، الخسارة،المنافسة..الخ
وهناك آخرين ليست لديهم أي خبرة في مجال الأعمال وأمورهم تسير بشكل طبيعي تماما، فالمسألة تعتمد على المرء وقدرته على المثابرة وحسن توفيق الله له ، ولكن يا أعزائي كيف لي و قبل أن أبتدأ مشروعي الصغير أن أكون بإطار عام يساعدني على فهم السوق وطرق آليته في تعامله مع المشاريع الصغيرة؟
طبعا لا يخفى علينا أن الخبرة لها قصب السبق وتأتي في المقام الأول ولتكوين الخبرة هناك عدة طرق يراها المحاضر ،أولها أن نتصور المشروع قبل أن نبدأ به ونفكر كثيرا هل ينجح المشروع أم لا؟ ونفكر مليا بناءا على ماذا ينجح المشروع؟
فالسبب الرئيسي في فشل المشروع عدم وجود التصور فلا بد لنا من بناء خبرات كثيرة بدون صرف فلس واحد بالسوق ،ولكن كيف لنا بهذا؟فأفضل أسلوب الاحتكاك المتواصل بالسوق، وقد قام المحاضر بالتجربة التالية مع مجموعة من طلابه كانوا يريدون البدء بمشروع صغير فنصحهم بأن يقوموا بشراء مشروع قائم من الجريدة وتكون إنجليزية مثل Kaleej Times & Gulf News بدولة الإمارات وقام بإعطائهم خطوات شراء مشروع قائم صغير وهي كما يلي:
1.استكشاف الفرصة هذه من جميع النواحي ،وضعه المالي،مبيعاته،أرباحه،ولماذا يريد البائع بيعه وكل هذا بطرق غير مباشرة بحيث لا يشعر البائع بأنه مستهدف وذلك من خلال التحادث معه بشيء من الود وكسب ثقته لأنه في هذه الفترة قد يكون حساس للأسئلة.
2.التفكير مليا بالموضوع (هل الفرصة بشراء المحل؟ وهل أرباحه ومبيعاته جيدة ومشجعة ؟ هل بمقدورك أن تطور من خدماته ومنهجيته في التعامل مع الزبائن والبيع؟وبعد فترة يوم أو يومين إذا اقتنعت بالفكرة نعود إلى نفس الشخص ونقوم بالاتفاق مبدئيا بالشراء.
3.نقوم بدراسة الدفاتر المحاسبية.
4.نقوم بعمل دراسة جدوى اقتصادية من المشروع ودراسة المنطقة من حيث الكثافة السكانية وغيرها من العوامل ، ثم المجيء له باليوم التالي والاتفاق النهائي على شراء المشروع.
فالفائدة كل الفائدة بالاتصال بالسوق والناس العاملين به وليس بشرائك أو عدمه .
فعندما قام الطلاب بالجلوس مع صاحب المحل حوالي 3 ساعات ،فتحدث لهم عن كثير من الأعمال ومن خلال التكرار تتكون لديهم خبرة مبدأيه بكيفية دخول السوق؟فهذه المقابلة السريعة مع صاحب المشروع القديم ليست لجمع المعلومات فحسب بل تدريب الشخص على كيفية التعامل مع الأشخاص الموجودين بالسوق والاحتكاك بهم وتكوين الخبرة.
مثلا فالنتخيل أنك قمت بشراء معدات مصنع لطباعة على( التي شيرت )فأنت تقوم بادئ ذي بدء بالاتصال بالموردين ومقابلتهم والحصول على أسعار هم. فهؤلاء لديهم الخبرة بالمنافسين، والمعدات، والأسعار، والتعرف عن إيجار المشروع والمعدات وبذلك تستطيع أن تكون ميزانية للشركة ، وبناءا على معلوماتك المحاسبية تكون القوائم المالية.
فالمشروع يكون في بال مريده ومبدعه بعد تغطيته من كل جوانبه فهذه إحدى الطرق لتعلم نفسك كيفية الاحتكاك بالسوق والناس العاملين به فترفع بذلك نسبة احتمالية نجاح المشروع بشكل كبير.فكلنا نعلم أن الخبرة ناقصة ولكن البدء بالمشروع يولد الخبرة فيمكن أن نبدأ مرة وأخرى ونفشل ونحاول ثم ننجح فلابد أن يتحلى المرء منا بروح المغامرة والتحدي والنجاح دافعه دائما.
فالكثير من الشباب يفتح مشروعه وبعد خسارته يغلقه للأبد فأنت يا عزيزي لم تخسر بل اكتسبت خبرة في هذا المجال تمنعك من الوقوع في الخطأ مرة أخرى فهناك مغامرة ونجاح ولذة لهذا النجاح بالعكس عند الخسارة أنت تخرج بحصيلة خبرات تحتاجها في المستقبل القريب فالشخص الذي يريد أن يبدأ مشروع صغير يحاول مرارا فعند خسارته لا قدر الله ينسحب مؤقتا من السوق حتى يعود بشكل أقوى من ذي قبل فيمكنك أن تبدأ مشروعك بواقع مادي أقل لا يؤثر عليك مستقبلا مثل البداية ب 20 ألف درهم أو 50 ألف درهم فالتفكير بمنطق تجاري والتعامل مع شركائي بواقع هذا المنطق ، فلابد من وجود العقلية التجارية بين الشركاء بحيث لا نخلط بين العلاقات الشخصية والعمل.
ثانيا:رأس المال ..هناك العديد من الشخصيات التي بدأت من لاشيء إلى أن صارت الآن تملك كل شيء من أمثال:
•Mickel dell بدء عمله من السكن الداخلي وأنشأ دل للكومبيوتر
•Bell gate بدء عمله من البيت حتى صار يملك اكبر شركة عالمية لصناعة الكومبيوتر ومستلزماته من Haredware&Software شركة مايكروسوفت.
بدولة الإمارات لابد لصاحب المشروع الصغير أن يستأجر محل ومكتب بعكس الولايات المتحدة إذ يمكن أن تبدأ تجارتك من البيت ( هذا الأن تغير حيث بإمكانك البدء من البيت من خلال المشاريع الصغيرة برسوم تقدر بألف درهم سنويا فقط من خلال الدائرة الإقتصادية بدبي بشرط أن تكون مواطنا إماراتيا)، ولكن يمكن لك أن تستأجر محل صغير يفي بالغرض ، أما إذا كان مشروعك لا يتطلب الزبون أن يأتيك فلا تتحمل نفقات باهضة بتعديل المحل واختيار موقعه ،بل صب جام اهتماماتك بإخراج الرخصة التجارية فمعظم الأعمال غير تجارة التجزئة لا تعتمد على محل فليس من المعقول أن تبدأ بتصميم مكتب كبير وسكرتيرة وأنت بدورك لا تقوم بأي عمل سوى تفقد أحوال الرعية، لأن هذا بدوره يقوم بزيادة تكاليف المشروع ، فلابد أن تبدأ بصورة صحيحة فمثلاMickel Del بدأ بتكوين كومبيوتره الخاص من السكن الداخلي وهو الذي أدخل فكرة بيع الكومبيوتر عن طريق الهاتف والبريد.
ممكن أن نبدأ مشروع صغير بتكلفة أيضا صغيرة ويمكن هنا بالإمارات أخذ قرض من البنك إذا قمت بتبيين فكرتك لإدارته وكيف ستقوم باستثمار هذا المبلغ.كما أنشئ برنامج( الطموح )بإمارة دبي برأس مال 200 مليون درهم بتشجيع الشباب بإنشاء مشاريع صغيرة فتقوم بعرض أفكارك لهم بطريقة حديثة مبتكرة ومشروع به نوع من التحديث فالاهتمام ينصب على الفكرة بذاتها والمنطق بها والدافع والسبب وراء اختيار هذا المشروع ، فعند الموافقة على اعتماد مشروعك تعطى من مليون إلى مليونان ومن أول سنتان لا تقوم بسداد ما عليك وبعد ذلك تسدد على دفعات صغيره. فهناك خبراء يقوموا بعمل دراسات الجدوى والخطة أي كيف نطبق المشروع على الواقع العملي واختيار الموقع والمكان المناسب للمشروع ومناقشة كل العوامل المؤثرة في اختيار الموقع والمكان، ومدى تأثير كل عامل على المشروع المقترح وكذلك معرفة العوامل الأساسية التي حددت اختيار الموقع والمكان المقترح ، ولكن هل دراسة الجدوى مجديه بالمشروع أم لا؟
باعتقاد المحاضر الكريم أنه لا فائدة ترجى من دراسة الجدوى بالمشروع الصغير فأهم نقطة كيف أدير المشروع والفكرة تسوق وتنجح، فكل الاختراعات لم تعمل لها دراسة جدوى فهي أفكار ونجحت ، فالمشروع الصغير فكرة جديدة تحاول تطبيقها على أرض الواقع فلا بد من الجانب الإبداعي في هذه الفكرة مثلا لا فكرة لإنشاء مشروع صغير وليكن خياط مشروع طبق على نطاق واسع ولكن الجانب الإبداعي به كيف تطوره من فكرة تقليديه إلى مثلا تصميم أزياء على الموضة العصرية .
ثالثا: المنافسة.. ليس هناك صيغة سوقية بالإمارات تقضي بمعاملة خاصة للمواطن فالكل سواسية في السوق والفائز من يبرز نفسه كأقوى من منافسيه ، فالكل يعتمد على نفسه وطريقة عرضه لبضاعته وأسلوبه في المنافسة الشريفة ، فالمنافسة موجودة ولن نتخلص منها شئنا أم أبينا، فالإمكانيات موجودة وكيف لي أن أدير؟ وكيف أستطيع أن أنافس بناءا على قدراتي وأسلوبي.
فالمشروعات الصغيرة احتمال فشلها كبير حوالي 50% من المشروعات فاشلة بعد 5 - 10 سنوات والعبقرية كيف لك أن تصمد طويلا بالسوق في وجه منافسيك. وهناك حوالي 60% من المشروعات الصغيرة تخرج خارج السوق والسبب في ذلك عدم وجود الإدارات الجيدة فحوالي 77 % من فشل المشروع عدم وجود الخبرات الإدارية والأمور المالية تدخل من ضمنها فيجب أن تعرف كيف تدير مشروعاتك المالية؟
منقول[/size]