لا يخفى أن القرآن يدل على أن إبليس هو المخصوص بالأنظار وأما ما عداه فلم يقم دليــل على أنهم مثله في ذلك وعورض بأن قوله تعالى ((( إلا إبليــس ))) يدل على أنه ثم منظر غيره وفيه أن هذا لا يدل على أن الجن منظرون
وعن الحســـن : الجـن لا يموتون فأن مات إبليــس ماتــوا ,,, ويرد ذلك ما تقدم من أخبار الجن : الحيــة التي رآها عمر بن عبد العزيز ميتة بفلاة فكفنها ببعض ردائه ودفنها ,, فإذا قائل يقول مخاطبا لتلك الحيــة : لقد ســمعت رســول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك : " ســتموت بأرض فلاة ,, فيـكفنك ويدفنــك رجل صالح " فقال له عمر : من أنت يرحمك الله ؟ فقال : رجل من الجــن الذين ســمعوا القرآن من رســول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعد منهم إلا أنا وهذا الميـت الذي دفنتــه
وفي رواية أنه قال لعمر بن عبد العزيز : ليهنئك البشـــارة من الله ,, يا أمير المؤمنين أنا وصاحبي هذا الذي دفنته من الجن قال الله فيــهم : ((( وإذ صرفـنا إليــك نفــرا من الجــن يســتمعون القرآن ))) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحبي هذا (( ســتموت في أرض وغربـة يدفنــك فيـها يومئذ خيــر أهــل الأرض ))
ويــرده أيــضا قتــل الجن بعضهــم بعضــا
فعن ابن مســعود قال : كنت في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشــي اذ وقعت لنا إعصار ,, ثم جاء إعصار آخر أعظم منه ثم ارتفعا ,, فإذا حيــة ميتــة ,, فعمد رجل منا إلى ردائه فشــقه وكفن الحيــة ,, ودفنها ,, فلما جن الليل إذا شخص يقول : أيكم دفن عمرو بن جابر ؟ فقلنا : ما ندري عمرو بن جابر ! قال : هـو " الحيـة " التي دفنتموها وهو من " الجــن " الذين اســتمعوا القرآن من رســـول الله صلى الله عليه وسلم قتله كفار الجــن
وعن حاطب بن أبي بلتعة قال : خرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم ,, فالتقت عجاجتان ثم تفرقتا عن حية لينة الجلد فنزلت وحفرت لها ودفنتها ,, فلما جن الليــل أنشــدني شــخص أسمع صوته ولا أرى شخصه أبياتا في شــأن الحية ,, فأتيت رســول الله صلى الله عليه وسلم ,, فقال ذلك عمر بن الحومانة وافد جن نصيبين قتله محصن النصــراني
ويرده أيضا قصة الجني الذي قتلته " سيدتنا عائشــة " رضي الله تعالى عنها لما رأته ينظر إليها
وعن وهب بن منبه : أن النوع الذي لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون لا يموتون
هــل يبعــثـون إلى المحشـــر كالأنـــس
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : "" يحشـــر الله الأنــس والجــن ,, ثم ينزل الله طائفة من الملائكة وهكذا إلى أن يبلغوا ثمانيــة عشــر صنفا ,, فإذا زلزلت الأرض وســـيرت جبالها ,, حاولت الجــن النفوذ ,, فوجدت ثمانية عشـــر صنفا من الملائكة فتضرب الملائكــة وجوههم فيرجعــون !
والــــــــلـــــــــه أعــــــــــلـــــــــــــم
لكم منى اجمل تحية
مارو بعيون شقية