" " GAME OVER " " "4

6-
في كافيتريا شركة ارامكو الخاصة بالعاملين في وقت الغذاء يجلس احمد في الطاولة المميزة التي اعتادت الشلة الجلوس فيها كل يوم عند تناول وجبتي الفطور و الغذاء و يقرأ احدى الصحف عندما تمتد يد ماجد بمرح لتنتزعها من امامة مشاكسا كعادتة..
ماجد : ايش..تقرأ الحين؟؟
احمد بابتسامة : انت مش حتبطل حركاتك دي ابدا..؟؟
ماجد : أي..انا الي ابطل ولا انت؟س اول امس بعتني في اثقل مهمة عرفتها من يوم ما اشتغلت وفلسعت انت مو كدة ؟؟
احمد : يا ابني حرام عليك ..بقى مشوار المطار الي ما ياخدش نص ساعة رايح و نص ساعة جاي خليتة اثقل مهمة في حياتك العملية؟؟
ماجد : انا ما اقصد المشوار ..انا على الي في المشوار؟؟
احمد بضحكة يسيرة: ازاي؟؟
ماجد: يا اخي الرجال الي رحت استقبلة هذا ..امرة عجيب ‍‍..كانة..شايل ضيق و زهق العالم على رأسة ..تصور بسألة سؤال برئ انت من اصل عربي ولا امريكي مسلم ..الاقية كاني عطيتة بالعقال على وجهه..خوفني والله..
يضحك احمد بشدة قائلا : يا عم حرام عليك تلاقيك بس تقلت العيار علية حبتين..
يتدخل في الحوار بشار الذي وصل توا قائلا: مين هيدا الي عم تحكوا عنو؟؟
احمد : المهندس الامريكي الي اتنقل في القسم معاك النهاردة..
يطلق بشار زفرة قصيرة في الهواء بنوع من الضيق قائلا: يا اخي بالله عليك ما تفكرني..
ماجد باندفاع مخاطبا احمد : شوفت ..شوفت ..ياعني العيب ماهو مني…
احمد بنوع من الاهتمام: استنى بس يا ماجد..بشار تقصد اية ؟؟؟
بشار :والله يا خيي..ما بعرف بس في اشي غريب في ها الزلمة ..في سر ما هو طبيعي في لهجة كلامة ..و نظراتة ..هذا علاوة على انو منطوي جدا كأنة في عالم آخر ..برغم من انة ممتاز في عملة..
احمد باستغراب : حاجة تحير صحيح؟؟
في هذه اللحظة يدخل جو الى المطعم وعينية صوب الارض بنوع من الزهق و الضيق و يبحث لنفسة عن طاولة فلا يجد نظرا لتأخرة الشديد..في هذا الوقت كان الشبان الثلاثة يتابعونة بنظراتهم في صمت بينما همس احمد لصديقية : هو دة ؟؟
ماجد : أي..
يفهم الشبان الثلاثة الموقف بلا كلام و يلاحظان انة يبحث عن طاولة و لخبرتهما بالمكان منذ سنوات يدركان انة لن يتمكن من الحصول على أي طاولة فارغة قيبل انتهاء وقت البريك_ الاستراحة الخاصة بالغذاء_ وفي الوقت الذي يجلس فية العديد من العاملين الامريكين دون ان يفكر احدا منهم بدعوة جو للمشاركة في الطاولة ..يتقدم نحوة بشار بحكم انة معة بنفس القسم و يحية بالانجليزية قائلا: مرحبا يوسف..هلا شاركتنا الطاولة؟؟
ينظر الية يوسف بنوع من الضيق ثم يجيب: اشكرك ..سابحث عن اخرى..
يتقدم الية احمد الذي يراة لاول مرة قائلا بود : لن تستطيع ان تعثر على أي طاولة خالية الآن و وقت البريك اوشك على الانتهاء..
ثم يقرأ احمد علامات الاندهاش على وجة يوسف فيردف بمرح و ود: انا احمد بالعلاقات العامة زميل ماجد الذي استقبلك ..و يشير الى ماجد الجالس على الطاولة فيبتسم ماجد ليوسف بود و يومئ برأسة محييا لة..
يصمت يوسف لبرهة ثم يسقط في يدية و يسلم كارها ..
على المائدة يلاحظ كل من الشبان الثلاثة مدى الانطوائية الشديدة التي يعيشها يوسف رغم محاولاتهم المتكررة لكسر الحاجز النفسي معة..كما يلاحظون انة لم يذكر اسم الله تعالى مطلقا قبل الاكل ..و يلاحظان ايضا انة لم يصلي ويسلم على النبي صلى الله علية وسلم عندما يذكر اسمة الشريف امامة بل انهما لاحظا انه اساسا لا يعرفه؟؟؟؟و تبادل الشبان الثلاثة نظرات الاندهاش ..و الانزعاج الشديدة و يدركان انهما لا يتعاملان الا مع شاب امريكي حقا ..رغم انة يحمل الديانة المسلمة..
و في هذه الاثناء يتدفق من مكبر الصوت الذي يذيع بعض الموسيقى الهادئة و احيانا الاغاني العريبة او الانجليزية للعاملين اثناء تناول وجباتهم..صوت المطرب المسلم سامي يوسف باغنيتة المثيرة للشجن و الشوق الى رسول الله صلى الله علية و سلم .."المعلم"
فيصلي علية الشباب الثلاثة بينما يتنبه يوسف باستغراب يسير الى كلمات الاغنية التي يفهمها طبعا..كأنة يستمع الى تعريف لشخص يسمع عنة لاول مرة في حياتة ..فيشرد قليلا منصتا..وقد بدا علية نوع من الاهتمام ..ويقطع شرودة صوت ماجد
ماجد: انة سامي يوسف ..الم تسمعه من قبل ؟؟
يوسف : لا ..اطلاقا..عمن يتحدث؟؟؟؟
يندهش الشباب الثلاثة..و يتبادلون النظرات ثم يجيب بشار : عن رسول الله صلى الله علية و سلم ..
يوسف بتلقائية : اهو احد الانبياء السماوية؟؟؟
يشعر الشباب بأسى الدنيا كلة و باشفاق شديد على يوسف ثم يجيب احمد: الست مسلما يا يوسف..؟؟
يصمت يوسف في ضيق ولا يجيب ..
فيجيب احمد بنوع من الشجن و الجدية : حسنا ..فان محمد صلى الله علية و سلم هو نبيك ..الذي لا تعرف اسمة..
لسبب غامض يشعر يوسف لاول مرة بنوع من الاسى اليسير يتعجب هو نفسة لة..ثم ينهي الموقف جرس انتهاء وقت البريك



-7-
في مكتب بشار يجلس احمد على احد المقاعد الجلدية بينما يقف بشار امام النافذة متسائلا: انت شو رأيك بالي صار امس بالمطعم؟؟
احمد : والله يا اخي هي حاجة تحزن بجد ..واضح جدا انو اساسا مش عارف حاجة عن أي حاجة..دة كأنة امريكي صرف ..لأ دة حتى الامريكان الاخرين عندهم قشور من المعلومات عن الدين اكثر منة ..
بشار : و حنا شو بنسوي ..؟؟عم نسكت و نتركة..؟؟
احمد باصرار: لأ طبعا ..لية احنا مش مسلمين ؟؟ مش اخونا ؟؟ازاي نسيبة يدخل جهنم ..دة ربنا كان يحاسبنا علية و يسألنا عنه ..
بس الحكاية دية محتاجة تفكير عميق لانها مهمه صعبة ..احنا بنحاول نمحو منة آثار 25 سنة عاشها في حياة تانية خالص..
يقطع حديثهما جرس التليفون ..فيتوجة بشار بحكم انة مكتبة الذي يجمعة هو و يوسف الذي لم يكن بالغرفة وقتها
و يجيب : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..هلو..
يدرك المتصل ان الذي اجاب هو عربي مسلم لانة في الواقع كان يجيد اللغة العربية وهو سر لا يعلمة عنة سوى اعوانة فقط فقد كان المتصل هو مارك الخبيث..
مارك بصوت يحمل نوع من الاستعلاء: ايمكنني التحدث الى المهندس الامريكي جو..
بشار: جو؟؟؟؟
مارك بخبث: اوة ..عفوا اقصد يوسف..
بشار بادب : لا ..مع الاسف انة في عمل خارجي الآن ..هل تريد ان تترك له رسالة معي..
مارك بخبث شديد: اوة ..بالطبع يا عزيزي..اخبرة ان صديقة العزيز مارك اتصل بة و يريد ان يسمع صوتة ..ثم يردف بخبث شديد متعمدا ايلام مشاعرة لانه يعلم ان ما سيسمعة لة الان كافي بان يؤلم مشاعر أي مسلم يعرف حقيقتة و لا يوجد مسلم لا يعرفها سوى يوسف بالطبع..: مارك بنيامين مخاشير…
يستمع بشار الى العبارة كأنها سيخ من النار قد اخترق اذنة ..و لا يستطيع الاجابة ..فيردف مارك بخبث و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة : حسنا ..الى القاء..و يغلق الهاتف ..
احمد بانزعاج : في اية يا بشار؟؟ مين دة ؟؟
يضع بشار السماعة ..ببطء شديد ..و يلتفت لأحمد قائلا بحزن و جدية : القصة اكبر مما تصورنا بكتير يا احمد..
بعد ساعة يدخل يوسف الى المكتب ليجد احمد و بشار فية كأنهما ينتظرانة ..يرفع حاجبية في اندهاش و يليقي عليهما التحية بنوع من الاعتياد..

بشار بود و جدية معا : يوسف هل مارك بنيامين مخاشير صديقك حقا ؟؟؟
يوسف ينظر الى بشار بنوع من الاستغراب المتهكم : نعم ..هل من مشكلة في ذلك؟؟
يكظم بشار غيظة بصعوبة شديدة ..بينما يندفع احمد لكن بادب قائلا:كيف تصادق ابن اكبر مجرمي الحرب في العالم و العدو الاكبر لدينك؟؟؟
يلتفت يوسف الى احمد باندهاش متهكم شديد قائلا : احد مجرمي الحرب ؟؟ام احد ضحايا المسلمون..؟؟
ترتسم علامات الاندهاش الشديدة على وجهي احمد و بشار و يتبادلان النظرات بتعجب بالغ..و قبل ان يفتح احد منهما فمة بكلمة يواصل يوسف حديثة : اليس احد القتلى من ضحايا الارهابيين الفلسطنين.؟؟.الم تقتلوة كما قتل اخي بلا ذنب ارتكبة؟؟
احمد بانفعال: ما هذا الهراء الذي تهذي به ؟؟هل انت سكران؟؟
يوسف : لا يا عزيزي بالطبع اني في كامل وعيي..اياك ان تظن او يظن اصدقاؤك السذج اني قد انخدعت بودكم المزيف لي ..فانا اعرف جيدا حقيقتكم ..فانتم سفاحون تذبحون البشر كما تذبحون الضحية التي تضحون بها في عيدكم متلذذين باراقة دمها امام اعينكم..
ارتفع حاجبي احمد ..و قد ارتسمت علامات من الذهول الا حدود لها على وجهه بينما لم يتمالك بشار نفسة الا وقد امسك بمجامع ثياب يوسف بانفعال شديد قائلا : ايها المغفل الكبير انا اعلم جيدا انك لا تعرف الحقيقة اتدري لماذا؟؟لانهم قد نجحوا بجدارة في انتزاع بصرك..لذا ساخبرك لتعلم الى أي مدى انت مغفل ؟؟ اتدري لماذا قتل الجنرال العظييييييم بنيامين مخاشير؟؟؟لانة بمنتهى الرحمة و الانسانية قد جرر فتاة فلسطينية من بيتها من شعرها في الشارع وسط صرخات و توسلات امها و الجارات الى احد المعتقلات حيث ابيها و اخاها مكبلان بالاغلال وفي محاولة قذرة منة لاجترار المعلومات منهما عن باقي اعضاء المقاومة امر جندودة باغتصابها امامهما و صرخاتهما تدوي..و امسك فمة بصعوبة بالغة حيث كان يجاهد الدموع بعصبية الدنيا كلها ثم اكمل بصعوبة و بصوت اقل : تدوي في السماء ..و عندما فقد الامل في العثور على المعلومات افرغ طبنجتة في رؤوسهم ..و القى بهم امام منزلهم ..هل عرفت الآن ايها المغفل لماذا قتلناه ؟؟عرفت ان القتل كان اعدل و ارحم عقاب لة ..لقد كان العقاب الطبيعي ان يؤتى باحد محارمة امامة لتنتهك كما فعل ليذوق ما اذاقة لغيرة ..ثم اردف بثقة لكننا لا نفعل ..اتدري لماذا ؟؟لاننا مسلمون لا يسمح لنا ديننا بفعلة كهذه ..ثم تابع بعصبية و جدية و هو يهزة بقوة : لأن رسول الله الذي لم تتعلم حتى الآن كيف تصلي علية اذا ذكر اسمة نهانا عن هذا..و يدفع يوسف يقوة الى الوراء و يستدير و صدرة يعلو و يهبط في عصبية و انفعال ثم بلا شعور يلقي بنفسة على كرسي مكتبة و ينخرط في بكاء مرير ..
يلتفت احمد الذي امتلأت عيناه بالدموع الى يوسف و يخاطبة بتهكم وسعادة مصطنعة : ماذا؟؟هل استرحت ؟؟لقد انتقمت من احد السفاحين و اخرجته عن شعورة لا لا لا بل جعلتة يبكي ايضا ..EXELANT هيا ..هيا اتصل بصديقك العظيم ابن الضحية البريئة لتزف لة الخبر ..هيا عزيزي ماذا تنتظر اتحب ان اتصل لك به ..ثم يتقدم بانفعال الى الهاتق و يمسك بالسماعة وهو يلوح بها ليوسف و يصرخ بحزم : هيا ..اتصل بة…
كان يوسف يستمع الى كل ما فات وعلامات من الدهشة الشديدة على وجهه مصحوبة بانزعاج و اسى شديدين و قد امتلأت عيناة لاول مرة بالدموع و لم يستطع ان ينطق بحرف كأنة قد تلقى صعقة كهربائية تفيق النائم بعنف..و بعد صمت طويل اسرع بمغادرة الغرفة و الدموع قد انهمرت بالفعل من عينية ..
وضع احمد سماعة الهاتف التي امسك بها ببطئ و حسرة قائلا: لا حول و لاقوة الا بالله..
رفع بشار رأسة بعد ان استعاد تركيزة و تخلص من آثار الذكرى المؤلمة قائلا : لقد قسونا على الرجل يا احمد ..انه مخدوع لاذنب له لقد عاش بينهم و لم يصلة صوتنا يوما ..
يدخل ماجد الى الحجرة منزعج و يسألهما : ايش في؟؟ايش الي صار ؟؟دة الحين لمحت يوسف خارج من عندكم و كانة يبكي..و بشار معصب و ينظر الى احمد و يتابع : و انت مسهم ..ايش فيكم؟؟
احمد بهدوء : اقعد يا ماجد و حنفهمك كل حاجة …